ﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﺑﺎﻟﻬﻨﻮﺩ ﺍﻟﺤﻤﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻷﺻﻠﻴﻴﻦ ﻟﻘﺎﺭﺓ
ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻠﻤﺎ ﻳﺼﻮﺭ ﻭﺣﺸﻴﺘﻬﻢ
ﻭﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻴﺔ ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﺷﺎﻫﺪﻭﺍ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺤﻜﻲ ﻗﺼﺺ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻤﺘﻌﻮﺍ ﺑﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﺭﻗﺼﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ
ﻭﺃﺻﻮﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﻘﻮﻧﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻔﻢ ﻭﺍﻟﻴﺪ ..
ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻳﻦ ﻫﻢ ﺍﻵﻥ ؟ .. ﻭﺃﻳﻦ ﺍﺧﺘﻔﻮﺍ ؟ .. ﻫﻞ ﺍﻧﺪﻣﺠﻮﺍ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﻭﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻣﻮﻇﻔﻴﻦ ﻭﺗﺠﺎﺭ ﻭﻓﻨﺎﻧﻴﻦ ﻭﺍﺧﺘﻠﻄﻮﺍ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ﻭﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺃﻛﺜﺮ ﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ؟ .
ﺭﺑﻤﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﻭ ﻧﺘﺨﻴﻠﻪ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻧﺎﺱ ﻫﻤﺠﻴﻴﻦ
ﻣﺘﻮﺣﺸﻴﻦ ﻳﺨﺘﺒﺌﻮﻥ ﻓﻲ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻟﻴﻬﺠﻤﻮﺍ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﻭﻳﻄﺎﺭﺩﻭﻫﻢ ﺑﻤﻄﺎﺭﻕ ﺍﻟﺘﻮﻣﺎﻫﻮﻙ
- ﺳﻼﺣﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺹ - ﻟﻴﻘﺘﻠﻮﻫﻢ ﻭﻳﻤﺰﻗﻮﻫﻢ ﺑﻮﺣﺸﻴﺔ ﻛﻤﺎ
ﺗﺼﻮﺭﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ .
ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺻﻠﻮﻫﺎ ﻟﻨﺎ ﻭﺣﻔﺮﻭﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻥ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻻ ﺳﻠﺐ ﻭﻃﻤﺲ ﻟﻠﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ
ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﺍﻟﺤﻤﺮ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺳﻠﺒﻮﺍ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﻭﺃﺭﺍﺿﻴﻬﻢ ﻭﻣﺎ
ﻫﻲ ﺇﻻ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﺪﻓﻦ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺑﺸﻌﺔ ﺭﺍﺡ ﺿﺤﻴﺘﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ
112 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 400 ﺃﻣﺔ ﻭﺷﻌﺐ
ﺗﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺄﻓﻈﻊ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺃﺑﺸﻊ
ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻭﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﺧﻤﺴﻮﻥ ﻋﺎﻡ ﻣﻦ
ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺎﻗﺺ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻊ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻓﻘﻂ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ
ﺃﺣﺼﻲ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1900 ﻡ .
ﻧﻌﻢ ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺸﻪ
ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻟﻢ ﺗﻘﻢ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ
ﺃﺷﻼﺀ ﻭﺟﻤﺎﺟﻢ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﺍﻟﺤﻤﺮ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﻢ ﺍﻟﻤﻨﻬﻮﺑﺔ ﻓﻘﺪ
ﺗﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻣﺤﻮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ .. ﺃﺳﺘﺨﺪﻡ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻭﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻭﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ
ﺗﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﻭﻻ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ..
ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﻒ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻥ ﺗﻮﺻﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮﺩ
ﺃﺿﺮﺍﺭ ﻫﺎﻣﺸﻴﺔ ﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ .
ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ
ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺃﻛﺘﺸﻒ
ﺍﻟﺮﺣﺎﻟﺔ
ﺍﻹﻳﻄﺎﻟﻲ
ﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻓﺮ
ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻮﺱ
ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ
ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ
ﻇﻦ
ﺃﻧﻪ
ﻭﺻﻞ
ﻟﻠﺴﺎﺣﻞ
ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ
ﻟﺒﻼﺩ
ﺍﻟﻬﻨﺪ
ﻓﺄﻃﻠﻖ
ﻋﻠﻰ
ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ
ﺃﺳﻢ
ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ
ﺍﻟﺤﻤﺮ
ﺑﺴﺒﺐ
ﻟﻮﻧﻬﻢ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰ ﺍﻟﻤﺎﺋﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ .
ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﺍﻟﺤﻤﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻣﻦ
ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻓﺮ ﺣﻴﺚ ﻋﺒﺮﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻀﻴﻖ
ﺑﻴﺮﻧﺞ ﺑﺸﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ ﺳﻴﺒﻴﺮﻳﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻂ ﺷﻤﺎﻝ ﻏﺮﺏ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ
ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺑﺸﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ ﺁﺳﻴﺎ ﻭﻋﺎﺷﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻴﺎﻩ ﺑﺴﻴﻄﺔ
ﺍﻋﺘﻤﺪﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﻭ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﻭﻛﻮﻧﻮﺍ ﺛﻘﺎﻓﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﻢ ﻭﺑﻨﻮﺍ ﺃﺳﺎﺱ ﺗﻌﺎﻣﻼﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺛﻴﻖ
ﺍﻟﺸﻔﻬﻴﺔ ﻟﺬﺍ ﻋﻈﻤﻮﺍ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﻏﺮﺳﻮﻩ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ
ﻭﺗﻤﻴﺰﻭﺍ ﺑﺎﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﻭﺗﻤﺠﻴﺪ ﺍﻷﺧﻼﻕ
ﻭﺟﻌﻠﻮﺍ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓﻤﻦ ﻳﺆﺫﻱ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ
ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﺫﻭ ﺃﺧﻼﻕ ﺑﻬﻴﻤﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻧﺎﺱ ﻣﺴﺎﻟﻤﻮﻥ
ﻭﺗﺮﺍﺛﻬﻢ ﻣﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻓﻖ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺲ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻲ ﺑﺮﺗﻮﻟﻮﻣﻴﻮ ﺩﻱ ﻻﺱ ﻛﺎﺳﺎﺱ
ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﻋﺎﻡ 1484 ﻡ ﻳﺼﻒ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﺤﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﺎﺗﺐ
ﺃﻫﺪﺍﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :
) ﺇﻧﻬﻢ ﺃﻧﺎﺱ ﺑﺴﻄﺎﺀ ﻭﻃﻴﺒﻮﻥ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ... ﺻﺒﻮﺭﻭﻥ،
ﻭﻣﺘﻮﺍﺿﻌﻮﻥ، ﻭﺳﺬﺝ ﺟﺪﺍً، ﻭﻣﻄﻴﻌﻮﻥ ... ﺑﻌﻴﺪﻭﻥ ﻋﻦ
ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﻞ، ﻭﺍﻟﺨﺪﺍﻉ ... ﻭﻫﻢ ﻳﺒﺪﻭﻥ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً
ﺑﺘﻘﺎﻟﻴﺪﻫﻢ ﻭﻳﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻷﺳﺒﺎﻥ ... ﻻ ﻳﺘﻨﺎﺯﻋﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﺘﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ،
ﻭﻻ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺣﻘﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ... ﻻ ﺗﺠﺪ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ
ﻭﺍﻟﺤﻘﺪ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ... ﻫﻢ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﺟﺪﺍً ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ
ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻄﻤﻊ ﻭﺍﻟﺤﺮﺹ ﻭﺍﻟﻨﻬﻢ( .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻜﺘﺸﻒ ﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻓﺮ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻮﺱ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ
ﺃﺭﺳﻠﻬﺎ ﻟﻤﻠﻚ ﻭﻣﻠﻜﺔ ﺃﺳﺒﺎﻧﻴﺎ : ) ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻃﻴﺒﻮﻥ ﺟﺪﺍً ,
ﻭﻣﺴﺎﻟﻤﻮﻥ ﺟﺪﺍً . ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻧﻲ ﺃﻗﺴﻢ ﻟﺠﻼﻟﺘﻴﻜﻤﺎ , ﺍﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻣﺔ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﻬﻢ ( .
ﻟﺬﺍ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﺍﻟﺤﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻋﻨﺪ
ﻭﺻﻮﻟﻪ ﻭﻋﻠﻤﻮﻩ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﺠﺮﺩ
ﺯﺍﺋﺮ ﺃﻭ ﺿﻴﻒ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﺑﺎﻟﻠﻄﻒ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ .
ﻟﻘﺪ
ﻭﺻﻞ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ
ﺍﻷﻭﺭﺑﻲ
ﺇﻟﻰ
ﺷﻮﺍﻃﺊ
ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ
ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ
ﻣﺜﻘﻼ
ﺑﺄﻭﺟﺎﻉ
ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ
ﻣﻤﺘﻠﺊ
ﺑﺎﻟﺨﺒﺮﺓ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ
ﻭﺍﻟﻄﺮﻕ
ﺍﻟﻤﻠﺘﻮﻳﺔ
ﻭﻏﻴﺮ
ﺍﻟﻤﻠﺘﻮﻳﺔ
ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ
ﻣﻊ
ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﻭﺟﺪ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺷﻌﺐ ﻣﻨﻘﻄﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺳﻮﻯ
ﺁﻻﺕ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﺳﺎﺫﺝ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺑﺴﻴﻂ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻟﻢ ﻳﺨﺾ ﺃﻱ ﺣﺮﺏ
ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻭﺇﻥ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻴﻦ ﻗﺒﺎﺋﻠﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻐﺎﺭﺍﺕ
ﻓﺴﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺰﻋﻤﺎﺀ ﻹﺣﻼﻝ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺇﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ
ﻓﻜﻠﻤﺔ ﺣﺮﺏ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻬﻨﺪﻳﺔ .
ﻟﻘﺪ ﺃﺩﺭﻙ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻷﻭﺭﺑﻲ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺃﻧﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺭﺽ ﺍﻷﺣﻼﻡ
ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﺒﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺃﻥ
ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﺃﻧﺎﺱ ﺑﺴﻄﺎﺀ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺳﻼﺡ ﻗﺘﺎﻝ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺟﻴﺶ
ﻣﻨﻈﻢ ﻭﺃﺩﺭﻙ ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻓﺸﺮﻉ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻭ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﺑﺪﻭﻥ ﺭﻗﻴﺐ ﻭﻻ ﺣﺴﻴﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﻏﻴﺮ
ﻣﺮﺍﻉ ﺃﻱ ﺣﺮﻣﺔ ﺃﻭ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺃﻭ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻃﻤﻌﺎ ﻓﻲ ﺃﺭﺿﻪ
ﻓﺎﺳﺘﺨﺪﻣﻮﺍ ﺍﻟﺒﻨﺎﺩﻕ ﻭﻗﺘﻠﻮﺍ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺻﺎﺩﻓﻮﺍ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺀ
ﻭﺃﻃﻔﺎﻝ ﺃﻭ ﺷﺒﺎﺏ ﻭﺃﺣﺮﻗﻮﺍ ﺍﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ ﻟﻴﻔﺘﻚ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺠﻮﻉ
ﻭﺳﻤﻤﻮﺍ ﺍﻵﺑﺎﺭ ﻭﺍﺭﺗﻜﺒﻮﺍ ﺃﺑﺸﻊ ﺍﻟﻤﺬﺍﺑﺢ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺁﻻﻑ
ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺿﺎﻕ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﺼﻞ
ﻟﺸﻌﺒﻬﻢ ﻃﻠﺒﻮﺍ ﻋﻘﺪ ﻣﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﺳﻼﻡ ﻣﻊ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﺍ
ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻳﺒﺪﻭﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﻳﺎﺋﺴﺔ ﻟﻤﻨﻊ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﻴﻦ
ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﻢ ﺃﻭ ﺧﻄﻒ ﺑﻨﺎﺗﻬﻢ ﻭﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ
ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺟﻢ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ .. ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻥ
ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺣﺶ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻃﺎﺭ ﻓﺮﺣﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺐ
ﻭﻧﻔﺬﻩ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﺮﺣﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻣﻌﻴﻨﻪ ﺣﺪﺩﻭﻫﺎ
ﻟﻴﺘﻢ ﺯﺭﺍﻋﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺑﻨﺎﺀﻫﺎ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﺨﺮﺓ ﻣﻤﻦ ﺍﺧﺘﻄﻔﻮﻫﻢ ﺛﻢ
ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﺑﺈﻫﺪﺍﺀ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﺍﻟﺤﻤﺮ ﻣﺌﺎﺕ
ﺍﻟﺒﻄﺎﻃﻴﻦ ﻭﺍﻟﻠﺤﻒ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﻳﻌﻘﺪﻭﻧﻬﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ
ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﻄﺮ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻝ ﻭﺣﺘﻰ
ﺃﻧﺖ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﺗﻢ ﺟﻠﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺤﺎﺕ
ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﻣﺤﻤﻠﺔ ﺑﺠﺮﺍﺛﻴﻢ ﻭﻭﺑﺎﺀ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻭﺍﻟﺪﻓﺘﺮﻳﺎ
ﻭﺍﻟﺤﺼﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻞ ﻭﺍﻟﻜﻮﻟﻴﺮﺍ ﻟﺘﺤﺼﺪﻫﻢ ﺣﺼﺪﺍ ﺩﻭﻥ ﺃﺩﻧﻰ
ﺟﻬﺪ ﻳﺒﺬﻟﻪ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﻣﺎ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺘﻢ ﺣﺼﺪﻩ ﻳﺪﻭﻳﺎ ﺃﻋﻨﻲ
ﺑﺎﻟﺒﻨﺎﺩﻕ .. ﺃﻧﻬﺎ ﺣﺮﺏ ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻬﺎ ﺑﺪﻗﺔ
ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﻧﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻷﻃﺒﺎﺀ ﻹﻳﺼﺎﻟﻬﺎ ﺑﻄﺮﻕ ﺃﻣﻨﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻘﻞ
ﺇﻟﻴﻬﻢ , ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻠﻮﺭﺩ " ﺟﻔﺮﻯ
ﺃﻣﻬﺮﺳﺖ " ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺮﻱ ﺑﻮﺍﻛﻴﻪ " ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ
ﻳﺠﺮﻯ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﺛﻢ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻬﻢ ﺑﻄﺎﻧﻴﺎﺕ ﻣﺴﻤﻮﻣﺔ
ﺑﺎﻟﺠﺪﺭﻱ ﻭﻗﺪ ﺃﺟﺎﺑﻪ ﺑﻮﺍﻛﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ ) ﺳﺄﺣﺎﻭﻝ ﺟﺎﻫﺪﺍً ﺃﻥ
ﺃﺳﻤﻬﻢ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻷﻏﻄﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﻮﺛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺄﻫﺪﻳﻬﻢ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻭﺳﺂﺧﺬ
ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺃﺻﺎﺏ ﺑﺎﻟﻤﺮﺽ ( ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻤﻠﻲ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻳﻬﺪﻳﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﺮ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭ ﺃﺧﺒﺜﻬﺎ .
ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺤﺮﺏ
ﺍﻟﺠﺮﺛﻮﻣﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ
ﻗﻀﺖ
ﻋﻠﻰ
ﺣﻮﺍﻟﻲ
80
%ﻣﻦ
ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ
ﺍﻟﺤﻤﺮ
ﺧﻼﻝ
ﻋﻘﻮﺩ
ﻣﻦ
ﺍﻟﺰﻣﻦ
ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﻢ
ﺣﺼﺪﺗﻪ
ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ
ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﻭﺟﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺛﻢ ﺭﺻﺪﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ
ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻓﺂﺕ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺋﺰ ﻟﻤﻦ ﻳﻘﺘﻞ ﻫﻨﺪﻱ ﺃﺣﻤﺮ
ﻭﻳﺄﺗﻲ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﺳﻮﺍﺀ ﻃﻔﻞ ﺃﻭ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﻭ ﺭﺟﻞ ﻻ ﻳﻬﻢ ﺍﻟﻤﻬﻢ
ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺠﻮﺍﺋﺰ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ 100 ﺟﻨﻴﺔ ﺇﺳﺘﺮﻟﻴﻨﻲ
ﻟﺮﺃﺱ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ﻭ 50 ﺟﻨﻴﺔ ﺇﺳﺘﺮﻟﻴﻨﻲ ﻟﺮﺃﺱ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﻭ
ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻛﺄﺳﻠﻮﺏ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻺﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﺣﺸﻴﺔ .. ﻭﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ
ﺃﻧﺘﺸﺮ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﻳﺠﻠﺒﻮﻥ ﺍﻟﺮﺅﻭﺱ ﺑﺄﻋﺪﺍﺩ
ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺛﻢ ﺍﻗﺘﺼﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﻭﺓ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻟﻴﺨﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻌﻨﺎﺀ
ﻭﻟﻜﻲ ﻻ ﺗﺰﺩﺣﻢ ﻋﺮﺑﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺨﺸﺒﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﺅﻭﺱ ﻭﻟﻴﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ
ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻛﺒﺮ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻓﺮﻭﺍﺕ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﺘﻢ ﺳﻠﺨﻬﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻳﻦ ﻳﺘﺒﺎﻫﻮﻥ ﺃﻥ ﻣﻼﺑﺴﻬﻢ
ﻭﺃﺣﺬﻳﺘﻬﻢ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺟﻠﻮﺩ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﺗﻔﺎﺧﺮﺍ ﺑﻘﻮﺗﻬﻢ ﻭﻣﻬﺎﺭﺗﻬﻢ
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﺪ .
ﻭﻳﺮﻭﻱ ﺍﻟﺴﻔﺎﺡ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻱ " ﻟﻮﻳﺲ ﻭﺗﺰﻝ " )ﺃﻥ ﻏﻨﻴﻤﺘﻪ ﻣﻦ
ﻓﺮﻭ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﻻ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ 40 ﻓﺮﻭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻠﻌﺔ
ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ( ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻳﻘﺘﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺮ
1200 ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻋﺎﺵ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﺪﻣﻮﻳﺔ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ "ﻭﺗﺰﻝ " ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ
ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ !!!! .
ﺛﻢ
ﺗﻄﻮﺭ
ﺍﻷﻣﺮ
ﻟﻌﻤﻞ
ﺣﻔﻼﺕ
ﻟﻠﺴﻠﺦ
ﻭﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ
ﻻ
ﻳﺤﻀﺮﻫﺎ
ﺇﻻ
ﻋﻠﻴﺔ
ﺍﻟﻘﻮﻡ
ﺧﺼﻮﺻﺎ
ﺇﺫﺍ
ﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ
ﺃﺣﺪ
ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ ﺍﻵﺧﺮ " ﺟﻮﺭﺝ ﺭﻭﺟﺮﺯ ﻛﻼﺭﻙ"
ﺃﻗﺎﻡ ﺣﻔﻠﺔ ﻟﺴﻠﺦ ﻓﺮﻭﺓ ﺭﺃﺱ 16 ﻫﻨﺪﻱ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺰﺍﺭﻳﻦ
ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻬﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﺦ ﻟﻴﺴﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺓ
ﻭﻟﻸﺳﻒ ﻳﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻔﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺭﻣﺰﺍً ﻭﻃﻨﻴﺎً ﻭﺑﻄﻼً ﺗﺎﺭﻳﺨﺎً
ﺃﻳﻀﺎ .. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺃﻧﺪﺭﻩ ﺟﺎﻛﺴﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻤﻞ ﺻﻮﺭﺗﻪ
ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺩﻭﻻﺭ ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺸﺎﻕ ﺍﻟﺴﻠﺦ ﻭﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ
ﺑﺎﻟﺠﺜﺚ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺤﺴﺎﺏ ﻋﺪﺩ ﻗﺘﻼﻩ ﺑﺈﺣﺼﺎﺀ ﻋﺪﺩ ﺃﻧﻮﻓﻬﻢ
ﻭﺁﺫﺍﻧﻬﻢ ﺍﻟﻤﻘﻄﻮﻋﺔ ، ﻭﻗﺪ ﺃﻗﺎﻡ ﺣﻔﻠﺔ ﺑﺮﻋﺎﻳﺘﻪ ﻣﺜﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺑـ
800 ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ "ﻣﺴﻜﻮﺟﻲ "
ﻭﻣﻦ ﻃﺮﻕ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﺘﺮﻓﻬﺎ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰ ﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ ﺍﻟﻘﺴﺮﻱ
ﻟﻠﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻗﺮﺏ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻤﻴﺴﻴﺴﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ
ﻣﻮﺑﻮﺀﺓ ﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﻟﻠﻌﻴﺶ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﻓﻘﺪ ﺗﺮﻙ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻷﻟﻮﻑ ﻣﻦ
ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﻭﺣﻘﻮﻟﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻳﺬﺭﻓﻮﻥ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺣﺰﻧﺎ ﻋﻠﻰ
ﻓﺮﺍﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺷﺎﻗﺔ ﺗﻮﻓﻲ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ
ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﺍﻟﺒﺮﺩ ﻭﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﻗﺪ ﺳﻤﻴﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻓﻴﻤﺎ
ﺑﻌﺪ ) ﺑﺪﺭﺏ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ( .
ﻣﺎﺋﺔ ﻭﺧﻤﺴﻮﻥ ﻋﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﻘﺘﻞ ﻣﺎﺭﺳﻬﺎ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰ
ﺿﺪ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﺍﻟﺤﻤﺮ ﻟﻢ ﺗﺒﻘﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺸﺎﻋﺘﻬﺎ ﺇﻻ
ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ .. ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﻢ ﻟﻢ ﻳﻨﺴﻮﻩ ﻓﺨﻠﻄﻮﺍ ﻣﻴﺎﻩ
ﺃﺑﺎﺭﻫﻢ ﻭﻃﻌﺎﻣﻬﻢ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻘﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ
ﻳﻨﺠﺒﻮﺍ ﺃﻃﻔﺎﻻ ﻭ ﺃﺟﻴﺎﻻ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﻳﻨﻘﻄﻊ ﺩﺍﺑﺮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ .
ﺁﻟﻬﺔ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﺮﺓ
ﻟﻢ
ﻳﻜﻦ
ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ
ﻳﺘﻮﻗﻌﻮﻥ
ﻳﺄﺗﻴﻬﻢ
ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ
ﻭﺍﻟﻔﻨﺎﺀ
ﻋﻠﻰ
ﺃﻣﻮﺍﺝ
ﺑﺤﺮ
ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ
ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ
ﺍﻷﻃﻠﺴﻲ
ﺑﻞ
ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﻇﻨﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻃﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ
ﺁﻟﻬﺔ ﺭﺣﻴﻤﺔ ﺟﺎﺀﺕ ﻟﺘﻨﻘﺬﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ
ﺃﺳﺎﻃﻴﺮ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻣﺠﻲﺀ ﺁﻟﻬﺔ ﻋﺒﺮ ﺃﻣﻮﺍﺝ
ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻓﺘﺨﻠﺼﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻟﺬﺍ
ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺠﻤﻌﻮﻥ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﻟﺘﻘﺪﻳﻤﻪ ﻗﺮﺑﺎﻧﺎ ﻟﻬﺬﻩ
ﺍﻵﻟﻬﺔ .. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺰﻋﻤﺎﺀ ﻳﻮﻛﻠﻮﻥ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺑﻤﺮﺍﻗﺒﺔ
ﺍﻟﺸﻮﺍﻃﺊ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﺍ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻛﻲ ﻳﻬﺪﻭﻫﺎ ﺍﻟﺬﻫﺐ ..
ﻓﻠﻤﺎﺀ ﻭﺻﻞ ﺍﻷﺳﺒﺎﻥ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﺑﺘﺤﻤﻴﻞ ﺳﻔﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ
ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﺁﻟﻬﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﺮﺓ .. ﻭﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺃﺩﺭﻙ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺣﺶ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺃﻧﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻓﺮﻳﺴﺔ ﺳﻬﻠﻪ ﻭﻋﺮﻑ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ
ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻌﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺬﻫﺐ
ﻭﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ .
ﻭﺣﺸﻴﺔ ﺍﻷﺳﺒﺎﻧﻲ ﻟﻢ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ ﻭﺣﺸﻴﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﺑﻞ
ﺯﺍﺩﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺤﺼﺪﻭﻫﻢ ﺑﺎﻟﺒﻨﺎﺩﻕ ﻭﺃﺭﻏﻤﻮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﺮ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺟﻢ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻗﻬﺮﺍ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺑﺎﻋﻮﺍ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ
ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻨﺨﺎﺳﺔ ﻭﺍﺭﺗﻜﺒﻮﺍ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺼﻌﺐ ﺗﺼﺪﻳﻘﻪ ﺣﺘﻰ ﻗﻴﻞ
ﺃﻧﻬﻢ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻮﺍ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻛﻄﻌﺎﻡ ﻟﻠﻜﻼﺏ ﻟﻘﺪ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ
ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻫﻨﺮﻱ ﺩﻭﺑﻴﻨﺰ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ " ﺃﺭﻗﺎﻣﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺰﻟﺖ"
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻤﺆﻟﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮﻙ ﺃﻟﻢ ﻋﻤﻴﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ
ﻭﺗﺠﻌﻠﻚ ﻣﺼﺪﻭﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺄﺧﺬﻭﻥ
ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺃﻣﻪ ﻭﻳﻠﻮﺣﻮﺍ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺛﻢ
ﻳﺘﺮﻛﻮﻩ ﻟﻴﺴﻘﻂ ﻭﻳﺘﻬﺸﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﺮ ﺃﻭ ﺟﺪﺍﺭ .
ﺃﻭ
ﻳﻘﺬﻓﻮﻥ
ﺑﻪ
ﺩﺍﺧﻞ
ﺍﻟﻨﻬﺮ
ﻭﺇﺫﺍ
ﺣﺎﻭﻝ
ﺃﺣﺪ
ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ
ﺇﻧﻘﺎﺫﻩ
ﻋﺎﺟﻠﻮﻫﻢ
ﺑﺮﺻﺎﺻﺔ
ﺣﺘﻰ
ﻻ
ﻳﻔﺴﺪﻭﺍ
ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ..
ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ
ﺗﻘﺬﻑ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ
ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻭﻳﻤﻨﻌﻮﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﺒﺮ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﺇﻟﻰ
ﺃﻥ ﺗﺠﺮﻓﻬﻢ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻭﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﻏﺮﻗﺎ ..ﻭﻣﻦ
ﺃﺳﺎﻟﻴﺒﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺸﻌﻠﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﻛﻮﺍﺧﻬﻢ ﻭﺧﻴﺎﻣﻬﻢ
ﻓﺈﺫﺍ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻫﺎﺭﺑﻴﻦ ﻳﺘﻢ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺑﺎﻟﺒﻨﺎﺩﻕ ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻢ
ﻳﺒﻘﻰ ﺳﻮﻯ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺃﺧﺬﻭﻫﻢ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺨﺮﺓ
ﻭﺣﻔﺮ ﻣﻨﺎﺟﻢ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺃﻭ ﻳﺘﻢ ﺑﻴﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻨﺨﺎﺳﺔ
ﻭﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻳﻘﺪﻣﻦ ﺧﺪﻣﺔ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ
ﻓﺒﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ﺍﻟﺸﺎﻕ ﻧﻬﺎﺭﺍ ﺍﻻﻏﺘﺼﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﻈﻢ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ .. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻫﻮ ﺑﺮﺗﻮﻟﻮﻣﻲ ﺩﻱ ﻻﺱ
ﻛﺎﺯﺍﺱ ﻓﻴﺬﻛﺮ ﻓﻀﺎﺋﻊ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ) ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺇﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ
ﺍﻟﺤﻤﺮ ( ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺟﻢ ﻟﻌﺪﺓ ﻟﻐﺎﺕ .. ﻭﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺃﺣﺪ ﺷﻬﻮﺩ
ﺍﻟﻌﻴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺑﺤﺮﻭﺍ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻭﺷﺎﻫﺪ ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻌﻪ
ﺍﻷﺳﺒﺎﻥ ﺑﺄﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﻒ ﻫﻨﺎ ﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪﻩ ﻓﻴﻘﻮﻝ )ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻳﻨﺼﺒﻮﻥ ﻣﺸﺎﻧﻖ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻳﻨﻈﻤﻮﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻭﻛﻞ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﺘﻢ ﺷﻨﻘﻬﻢ ﺛﻢ
ﻳﺸﻌﻠﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺗﺤﺘﻬﻢ ﻭﻳﺤﺮﻗﻮﻧﻬﻢ . ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺮﺑﻂ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ
ﺑﺎﻟﻘﺶ ﺍﻟﻴﺎﺑﺲ ﻭﻳﺸﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻴﻬﺎ ( ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺃﻳﻀﺎ ) ﻭﺃﻣﺎ
ﺃﺳﻴﺎﺩ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﻭﻧﺒﻼﺋﻬﻢ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﻮﺿﻊ ﻟﻬﻢ ﻣﺸﻮﺍﺓ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﻀﺒﺎﻥ ﺛﻢ ﻳﺮﺑﻄﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺗﻮﻗﺪ ﺗﺤﺘﻬﻢ ﻧﺎﺭ ﻫﺎﺩﺋﺔ ﻟﻴﺤﺘﻀﺮﻭﺍ
ﺑﺒﻂﺀ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺍﻷﻧﻴﻦ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﺮﺧﻮﻥ ﺻﺮﺍﺧﺎ
ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻳﺰﻋﺞ ﻣﻔﻮﺽ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻧﻮﻣﻪ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻀﻌﻮﻥ ﻓﻲ
ﺣﻠﻮﻗﻬﻢ ﻗﻄﻌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺸﺐ ﻟﺘﺨﺮﺳﻬﻢ ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺫﻟﻚ
ﺑﻨﻔﺴﻲ .. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﺮﺑﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﻭﺫﺭﻯ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ
ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ﺍﻟﻀﺎﺭﻳﺔ ﻓﻘﺪ ﺭﻭﺽ ﻟﻬﻢ ﻛﻼﺑﺎ
ﺳﻠﻮﻗﻴﺔ ﺷﺮﺳﺔ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﻬﻢ ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺭﺃﺕ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻧﻘﻀﺖ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻣﺰﻗﺘﻪ ( .. ﻋﻔﻮﺍ ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺃﺷﻌﺮ ﺃﻧﻲ ﺃﻭﺟﻌﺖ
ﻗﻠﺒﻚ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﺸﻬﺪ ﻗﺼﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﺼﺮ ﻣﺆﻟﻢ ﻛﺎﺑﺪﻩ
ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻷﺻﻠﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﻟﻴﺄﺗﻲ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ
ﻭﻳﻜﻤﻠﻮﺍ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻷﺳﺒﺎﻥ ﺍﻟﻮﺣﺸﻴﺔ
ﻫﻜﺬﺍ
ﺃﻧﻘﺮﺽ
ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ
ﺍﻟﺤﻤﺮ
ﻭﻫﻜﺬﺍ
ﺃﺑﻴﺪﺕ
ﺣﻀﺎﺭﺗﻬﻢ
ﻭﺣﻞ
ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮ
ﺍﻷﻭﺭﺑﻲ
ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ
ﻣﺤﻠﻬﻢ ..
ﻭﻻﺑﺪ
ﻫﻨﺎ
ﺃﻥ
ﺃﻛﻮﻥ
ﻣﻨﺼﻔﺎ
ﻓﻲ
ﺣﻖ
ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ
ﻭﺃﺧﺒﺮﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺟﺒﻨﺎﺀ ﺑﻞ ﺧﺎﺿﻮﺍ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﻛﺜﻴﺮﺓ
ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﻊ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻨﺘﻬﻲ
ﺑﻘﺘﻠﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻭ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓﺆ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻳﻤﻠﻚ
ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻭﻳﺤﻴﻂ ﺑﺎﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻢ
ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺳﻮﻯ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ
ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺸﺐ ﺃﻭ ﻋﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻳﺘﻮﻗﻌﻮﻥ
ﺍﻟﻐﺪﺭ ﻭﻟﻢ ﻳﺪﺭﻛﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺗﺪﻣﻴﺮﻫﻢ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ .
ﺭﻳﺸﺔ ﺍﻹﻭﺯﺓ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ
ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻟﻌﻠﻚ ﺗﺴﺄﻝ ﻧﻔﺴﻚ ﻫﻞ ﺑﻘﻲ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ..
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﻱ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺤﻤﻴﺎﺕ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﺗﻔﺘﻘﺮ
ﻟﻠﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﻳﻨﺘﺸﺮ ﺑﻴﻦ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﺮ
ﻭﺍﻹﺩﻣﺎﻥ ﻭﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ ﺑﺴﺒﺐ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﻛﻤﺎ
ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺘﻌﺼﺒﻴﻦ .. ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﻒ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ
ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﻤﻴﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻟﺒﻌﺾ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺨﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻭ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻟﻤﻨﺎﺟﻢ ﺍﻟﺰﺋﺒﻖ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻢ ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﻭﺗﻠﻮﺙ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻫﻨﺎﻙ
ﺃﻣﺎ ﻛﻴﻒ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﻤﻴﺎﺕ ﻓﻌﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺭﻳﺸﺔ ﺍﻹﻭﺯﺓ
ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ
ﺑﻼﻙ
ﻫﻮﻙ
ﺯﻋﻴﻢ
ﻗﺒﻴﻠﺔ
ﺳﻮﻙ
ﺍﻟﻬﻨﺪﻳﺔ
ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ
ﻋﻠﻰ
ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ
ﻗﺒﻞ
ﻗﺮﻥ
ﻣﻦ
ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ
ﺗﻨﺺ
ﻋﻠﻰ
ﺗﻨﺎﺯﻟﻪ
ﻋﻦ ﻗﺮﻳﺘﻪ ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻣﺤﺪﺩﺓ )ﻣﺤﻤﻴﺎﺕ ( ﺩﻭﻥ ﻋﻠﻤﻪ
ﺑﻤﺎ ﺗﺤﺘﻮﻳﻪ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﻻ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ..
ﻭﻟﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻤﺼﻴﺒﺔ ) ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻫﻮ ﺃﻧﻨﻲ
ﻟﻤﺴﺖ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺑﺮﻳﺸﺔ ﺇﻭﺯﺓ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻧﻨﻲ ﻭﺑﺘﻠﻚ
ﺍﻟﻔﻌﻠﺔ ﻛﻨﺖ ﺃﻭﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﻗﺮﻳﺘﻲ (" ﻭﻣﺎﺯﺍﻟﺖ
ﺭﻳﺸﺔ ﺍﻹﻭﺯﺓ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ..ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺨﺪﻋﻮﻧﻬﻢ ﺑﺎﺳﻢ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ .
ﺃﺧﺘﻢ ﺑﻤﻘﻄﻊ ﺣﺰﻳﻦ ﻣﻦ ﺑﻜﺎﺋﻴﺔ ﺯﻋﻴﻢ ﻫﻨﺪﻱ ﻳﺪﻋﻰ ﺍﻟﺴﺤﺎﺑﺔ
ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﺃﺣﺪ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺴﻴﻮﻛﺲ ﺍﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ، ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻭﻫﻮ
ﻳﺘﻔﻘﺪ ﺍﻟﻤﺬﺍﺑﺢ ﻭﺁﺛﺎﺭ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺷﻌﺒﻪ
ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻫﻨﺎ ، ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻃﻠﻖ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﻟﻠﻐﻨﺎﺀ ﻓﻮﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﺇﻧﻬﺎ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ
ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻨﻘﻞ ﺣﺎﻣﻼ ﺧﻴﺎﻣﻪ ﻭﺭﻣﺎﺣﺔ
ﻭﺳﻬﺎﻣﻪ .....ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻘﻊ ﻓﻮﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ .. ؟ ﻛﻞ ﻣﺎ
ﺣﺪﺙ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﺭﻳﺪﻩ ،ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ ﺃﺣﺪ ، ﺇﻧﻬﻢ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﻭﻳﻌﺒﺮﻭﻥ
ﻓﻲ ﺃﺭﺿﻨﺎ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﻻ ﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﺧﻠﻔﻬﻢ ﺳﻮﻯ ﺃﻧﻬﺎﺭ
ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ